الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فَلَا إِثْمَ عَلَى وَلَدِكَ عِنْدَمَا أَكَلَ مِنْ لَحْمِ الخِنْزِيرِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ، لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «تَجَاوَزَ اللهُ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ» رواه الحاكم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا.
فَأَكْلُهُ مِنْ لَحْمِ الخِنْزِيرِ وَهُوَ لَا يَعْلَمُ مُنْدَرِجٌ تَحْتَ الخَطَأِ، وَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَلَا حَرَجَ إِنْ شَاءَ اللهُ تعالى، قَالَ تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾.
وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:
فَلَا إِثْمَ عَلَى وَلَدِكَ في ذَلِكَ، وَلَكِنْ يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَتَحَرَّى لُقْمَةَ الحَلَالِ مَا دَامَ أَنَّهُ مُقِيمٌ في بَلَدٍ يَغْلِبُ عَلَى أَهْلِهِ أَكْلُ لَحْمِ الخِنْزِيرِ.
كَمَا عَلَيْكَ أَنْ تُنَبِّهَ وَلَدَكَ بِانْتِقَاءِ الجَلِيسِ الصَّالِحِ، خَشْيَةً عَلَى دِينِهِ وَاعْتِقَادِهِ وَسُلُوكِهِ وَأَخْلَاقِهِ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |