قرأ القرآن في ركعة

9261 - قرأ القرآن في ركعة

02-11-2018 2473 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن سيدنا عثمان رَضِيَ اللهُ عَنهُ قرأ القرآن كله في ركعة واحدة؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 9261
 2018-11-02

 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: الوَقْتُ وَالزَّمَانُ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ تَبَارَكَ وتعالى، وَقَدْ يُبَارِكُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ في الوَقْتِ لِبَعْضِ خَلْقِهِ، فَيَقُومُونَ بِالعَمَلِ الكَثِيرِ في وَقْتٍ قَلِيلٍ مِنْ حَيْثُ الحِسَابُ، وَلَكِنَّهُ كَثِيرٌ مِنْ حَيْثُ البَرَكَةُ.

رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ القَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ، وَيَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، وَكَمَا أَنَّ الحَقَّ سُبْحَانَهُ وتعالى يُبَارِكُ في الوَقْتِ كَذَلِكَ قَدْ يَنْزِعُ البَرَكَةَ مِنَ الوَقْتِ بِسَبَبِ الذُّنُوبِ، روى الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَتِ السَّنَةُ بِأَنْ لَا تُمْطَرُوا، وَلَكِنِ السَّنَةُ أَنْ تُمْطَرُوا وَتُمْطَرُوا، وَلَا تُنْبِتُ الْأَرْضُ شَيْئَاً».

وروى الإمام البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الهَرْجُ ـ وَهُوَ القَتْلُ القَتْلُ ـ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ». وَهَذَا التَّقَارُبُ يَعْنِي ذَهَابَ البَرَكَةِ مِنَ الوَقْتِ.

ثانياً: جَاءَ في كِتَابِ الاسْتِذْكَارِ: كَانَ عُثْمَانُ وَتَمِيمٌ الدَّارِيُّ وَعَلْقَمَةُ وَغَيْرُهُمْ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ؛ وَكَانَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَجَمَاعَةٌ يَخْتِمُونَ الْقُرْآنَ مَرَّتَيْنِ وَأَكْثَرَ فِي لَيْلَةٍ.

وَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ بِأَنَّ سَيِّدَنَا عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ مِنَ المُقَرَّبِينَ عِنْدَ اللهِ تعالى، فَمَا هِيَ الغَرَابَةُ إِذَا بَارَكَ اللهُ تعالى لَهُ في الوَقْتِ، فَقَرَأَ القُرْآنَ الكَرِيمَ كُلَّهُ في رَكْعَةٍ وَاحِدَةٍ؟

وَكَانَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى يَخْتِمُ القُرْآنَ في شَهْرِ رَمَضَانَ سِتِّينَ مَرَّةً.

جَاءَ في تَارِيخِ دِمَشْقَ لِابْنِ عَسَاكِرَ، قَالَ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ: كَانَ الشَّافِعِيُّ يَخْتِمُ في كُلِّ لَيْلَةٍ خَتْمَةً، فَإِذَا كَانَ في شَهْرِ رَمَضَانَ خَتَمَ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا خَتْمَةً، وَفي كُلِّ يَوْمٍ خَتْمَةً، فَكَانَ يَخْتِمُ في شَهْرِ رَمَضَانَ سِتِّينَ خَتْمَةً.

وروى ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ  قَالَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فِي الْكَعْبَةِ فِي رَكْعَةٍ.

وَبِنَاءً عَلَى ذَلِكَ:

فَقَدْ وَرَدَ أَنَّ سَيِّدَنَا عُثْمَانَ وَتَمِيمَ الدَّارِيَّ وَعَلْقَمَةَ وَغَيْرَهُمْ كَانُوا يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي رَكْعَةٍ.

وَلَا غَرَابَةَ في ذَلِكَ، لِأَنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتعالى كَانَ يُبَارِكُ لَهُمْ في الوَقْتِ، فَيَأْتُونَ فِيهِ بِعَمَلٍ كَثِيرٍ. هذا، والله تعالى أعلم.

 

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
2473 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2023-07-13
 1895
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ مُعَلِمَ الصِّبْيَانِ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ؟
رقم الفتوى : 12644
 السؤال :
 2023-07-13
 830
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ المَحْرُومَ مِنَ الوَلَدِ إِذَا لَازَمَ الاسْتِغْفَارَ يُكْرِمُهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ؟
رقم الفتوى : 12642
 السؤال :
 2023-03-25
 5842
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، ارْتَكَبَتْ جَرِيمَةَ الزِّنَا، وَتُرِيدُ أَنْ تَتُوبَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَلْ يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا، وَتَتَزَوَّجَ مِنَ الزَّانِي بِهَا، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ تَوْبَتَهَا؟
رقم الفتوى : 12474
 السؤال :
 2023-03-25
 1667
أَنَا امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ مِنْ رَجُلٍ غَنِيٍّ، وَلَهُ عَلَاقَاتٌ مَعَ المُسْتَوَيَاتِ العُلْيَا في المُجْتَمَعِ، وَيُلْزِمُنِي بِنَزْعِ الحِجَابِ، وأَنَا مُحَافِظَةٌ عَلَى صَلَاتِي، وَبَدَأْتُ أَشْعُرُ أَنِّي مِنَ المُنَافِقَاتِ، وَأَخَذَتْ نَفْسِي تُسَوِّلُ لِيَ تَرْكَ الحِجَابِ وَالصَّلَاةِ، بِسَبَبِ هَذَا الشُّعُورِ، فَمَا نَصِيحَتُكُمْ لِي؟
رقم الفتوى : 12473
 السؤال :
 2023-03-25
 665
مَا صِحَّةُ هَذَا القَوْلِ: أَيُّكُمُ اسْتَطَاعَ أَنْ يَكُونَ لَهُ خَبِيئَةٌ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ فَلْيَفْعَلْ؟
رقم الفتوى : 12472
 السؤال :
 2023-03-25
 329
إِنْ دَخَلَتِ امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ الجَنَّةَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَكَانَ زَوْجُهَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَمَا مَصِيرُهَا في حَقِّ الزَّوَاجِ؟
رقم الفتوى : 12470

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5601
المقالات 3123
المكتبة الصوتية 4671
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 410681454
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2023 
برمجة وتطوير :