النوم بعد صلاة الفجر والعصر

6268 - النوم بعد صلاة الفجر والعصر

24-04-2014 17786 مشاهدة
 السؤال :
هل صحيح بأن النوم بعد صلاة الفجر والعصر مَكروه؟
 الاجابة :
رقم الفتوى : 6268
 2014-04-24

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أولاً: لم يَرِدْ نَصٌّ يَمنَعُ النَّومَ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ، ولا بَعدَ صَلاةِ العَصرِ، وما يَتَدَاوَلُهُ النَّاسُ من حَديثِ: (من نامَ بَعدَ العَصرِ، فاختُلِسَ عَقلُهُ، فلا يَلُومَنَّ إلا نَفسَهُ) فهوَ حَديثٌ ضَعيفٌ؛ والبَعضُ قالَ بأنَّهُ حَديثٌ مَوضوعٌ.

ثانياً: روى الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ».

وروى الإمام مسلم عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ: أَكُنْتَ تُجَالِسُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ؟

قَالَ: نَعَمْ، كَثِيراً كَانَ لَا يَقُومُ مِنْ مُصَلَّاهُ الَّذِي يُصَلِّي فِيهِ الصُّبْحَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ قَامَ، وَكَانُوا يَتَحَدَّثُونَ فَيَأْخُذُونَ فِي أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَيَضْحَكُونَ وَيَتَبَسَّمُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ.

وروى الإمام أحمد عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا».

وبناء على ذلك:

فالنَّومُ بَعدَ صَلاةِ الفَجرِ لا حَرَجَ فيهِ، وخاصَّةً إذا كانَ لِحَاجَةٍ، وقد وَرَدَ بأنَّ سَيِّدَنا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُ غَدَا على صُهَيبٍ فَوَجَدَهُ مُتَصَبِّحَاً، فَقَعَدَ حتَّى استَيقَظَ.

فقالَ صُهَيبٌ: أَميرُ المُؤمِنينَ قَاعِدٌ على مَقعَدَتِهِ وصُهَيبٌ نَائِمٌ مُتَصَبِّحٌ.

فقالَ لَهُ عُمَرُ: مَا كُنتُ أُحِبُّ أن تَدَعَ نَومَةً تَرفُقُ بِكَ. رواه ابن أبي شيبَةَ.

ولكنَّ الأصلَ أن يَملَأَ هذا الوَقتَ إلى طُلوعِ الشَّمسِ بالذِّكْرِ وتِلاوَةِ القُرآنِ حتَّى يُصَلِّيَ صَلاةَ الضُّحَى.

وقد أخرَجَ ابن أبي شيبَةَ عن الزُّبَيرِ أنَّهُ كانَ يَنهَى بَنيهِ عن التَّصَبُّحِ.

قالَ: وقالَ عُروَةُ: إِنِّي لأسمَعُ بالرَّجُلِ يَتَصَبَّحُ فَأَزهَدُ فيهِ.

وأمَّا النَّومُ بَعدَ العَصرِ، فالأصلُ فيهِ الإبَاحَةُ، ولا حَرَجَ من النَّومِ بَعدَ صَلاةِ العَصرِ، وخاصَّةً إذا كانَ لِحَاجَةٍ. هذا، والله تعالى أعلم.

المجيب : الشيخ أحمد شريف النعسان
17786 مشاهدة
 
 
 

مواضيع اخرى ضمن  مسائل فقهية متنوعة

 السؤال :
 2023-12-29
 1806
اتَّصَلَتِ امْرَأَةٌ بِمُدِيرِهَا تُبَارِكُ لَهُ بِمَوْلُودٍ جَاءَهُ، فَرَدَّ عَلَيْهَا وَأَخْبَرَهَا أَنَّهُ يُحِبُّهَا مُنْذُ أَنْ عَرَفَهَا، وَطَلَبَ مِنْهَا أَنْ يَزُورَهَا في زِيَارَةً خَاصَّةً، فَمَاذَا تَفْعَلُ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ وَمُحَافِظَةٌ؟
رقم الفتوى : 12878
 السؤال :
 2023-12-29
 423
لَقَدْ دَعَانَا الإِسْلَامُ إلى العَفْوِ وَالصَّفْحِ عَنِ المُسِيءِ، أَلَا تَرَى في ذَلِكَ ضَيَاعًا لِكَرَامَةِ الإِنْسَانِ؟
رقم الفتوى : 12876
 السؤال :
 2023-12-11
 818
أَنَا طَالِبُ عِلْمٍ، وَأَدْرُسُ الشَّرِيعَةَ، وَلَكِنَّ نَظْرَةَ المُجْتَمَعِ وَالأَقَارِبِ نَظْرَةٌ دُونِيَّةٌ، وَيَقُولُونَ: إِنَّنِي إِنْسَانٌ مُتَخَلِّفٌ، وَيُسْمِعُونِي كَلَامًا جَارِحًا، وَوَالِدِي مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، يَرَى الأَخْطَاءَ، فَأَقُولُ لَهُ: قَدِّمِ النُّصْحَ لَهُمْ، فَيَقُولُ: لَا شَأْنَ لَنَا مَعَ أَحَدٍ، فَبِمَ تَنْصَحُنِي؟
رقم الفتوى : 12849
 السؤال :
 2023-07-13
 3204
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ مُعَلِمَ الصِّبْيَانِ لَا تُقْبَلُ شَهَادَتُهُ؟
رقم الفتوى : 12644
 السؤال :
 2023-07-13
 1441
هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ المَحْرُومَ مِنَ الوَلَدِ إِذَا لَازَمَ الاسْتِغْفَارَ يُكْرِمُهُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ بِذُرِّيَّةٍ صَالِحَةٍ؟
رقم الفتوى : 12642
 السؤال :
 2023-03-25
 7978
امْرَأَةٌ مُتَزَوِّجَةٌ، ارْتَكَبَتْ جَرِيمَةَ الزِّنَا، وَتُرِيدُ أَنْ تَتُوبَ إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَهَلْ يَجُوزُ لَهَا أَنْ تَطْلُبَ الطَّلَاقَ مِنْ زَوْجِهَا، وَتَتَزَوَّجَ مِنَ الزَّانِي بِهَا، لَعَلَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقْبَلُ تَوْبَتَهَا؟
رقم الفتوى : 12474

الفهرس الموضوعي

البحث في الفتاوى

الفتاوى 5613
المقالات 3168
المكتبة الصوتية 4802
الكتب والمؤلفات 20
الزوار 415615884
جميع الحقوق محفوظة لموقع الشيخ أحمد النعسان © 2024 
برمجة وتطوير :