الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أولاً: يَجِبُ عَلَيكَ أن تُذَكِّرَ وَالِدَكَ بأَنَّهُ مَسؤُولٌ عن نَفسِهِ وأَولادِهِ وَزَوجَتِهِ يَومَ القِيَامَةِ، فإذا قَصَّرَ في تَربِيَتِهِمُ التَّربِيَةَ الصَّالِحَةَ فَسَوفَ يَفِرُّ مِنهُم في أَرضِ المَحشَرِ يَومَ القِيَامَةِ، قال تعالى: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾.
وأن تُذَكِّرَهُ بِحَدِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا، قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا» رواه الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ.
وأن تُذَكِّرَهُ بِحَدِيثِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثَةٌ قَدْ حَرَّمَ الله عَلَيْهِمُ الْجَنَّةَ، مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْعَاقُّ، وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخَبَثَ» رواه الإمام أحمد عن عَبْدِ الله بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهُما.
ثانياً: يَقُولُ اللهُ تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾. ويَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ» رواه الإمام أحمد عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عنهُ.
وبناء على ذلك:
فلا يَجُوزُ لَكَ أن تَمشِي مَعَ أُختِكَ المُتَبَرِّجَةِ في الشَّارِعِ، حَتَّى لا تَكُونَ مُتَّهَمَاً بِسُلُوكِ الأَشرَارِ، لأنَّ النَّاسَ لا يَعرِفُونَ أَنَّهَا أُختُكَ.
ولا تَكُنْ عَونَاً لأُختِكَ على مَعصِيَةِ اللهِ تعالى بالخُرُوجِ مَعَهَا.
وأَمْرُ وَالِدَكَ لَكَ بالخُرُوجِ مَعَهَا حَرَامٌ عَلَيهِ شَرعَاً، ولا تَجِبُ طَاعَتُهُ، وإن كَانَ وَالِدُكَ بِحَقٍّ حَرِيصَاً على أُختِكَ أن لا يُعتَدَى عَلَيهَا، وأن لا تُؤذَى، فَليَكُنْ حَرِيصَاً عَلَيهَا أن لا تَدخُلَ نَارَ جَهَنَّمَ التي وَقُودُهَا النَّاسُ والحِجَارَةُ، وأن لا تُحرَمَ من جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ والأَرضُ، وأن لا تُحرَمَ من رَائِحَتِهَا التي تُوجَدُ من مَسِيرَةِ خَمسِمائَةِ عَامٍ. هذا، والله تعالى أعلم.
ارسل إلى صديق |