الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فمن السنة أن يستقبل المؤذن القبلة وهذا بإجماع الأمة، وإذا ترك الاستقبال فأذانه صحيح مع الكراهة لتركه السنة المتواترة، فقد جاء في الصحيحين عن أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: (رَأَيْتُ بِلالاً يُؤَذِّنُ فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُ فَاهُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا يَقُولُ يَمِينًا وَشِمَالاً يَقُولُ: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ...). وفي رواية أبي داود: (فَلَمَّا بَلَغَ: حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ لَوَى عُنُقَهُ يَمِينًا وَشِمَالاً وَلَمْ يَسْتَدِرْ...).
وقال العلماء: خُصَّت الحيعلتان بالالتفات لأن غيرهما ذكر الله تعالى، وهما خطاب للناس، كالسلام في الصلاة يلتفت فيه دون ما سواه من أذكارها.
وبناء على ذلك:
فمن السنة أن يلتفت المؤذن بوجهه فقط يميناً في قوله: حيَّ على الصلاة، ويساراً في قوله: حيَّ على الفلاح، مع بقاء البدن مستقبل القبلة. هذا، والله تعالى أعلم.